بقلم الشيخ السيد العباسي
نعيش أحبتي في حياتنا ساعة في طاعة ؛ وربما وقعنا في معصية. ولكن من من عاش موقف كان سببا في تغيير حياته كلها لانه كان يعيش بلا هدف وبلا مبالاه. واذا بهذا الموقف ينبهه فيغير له حياته. ومن هدي وحياة الأئمة نتعلم ونري من موقفهم في حياتهم عبرة وعظه.. فهذا( شقيق البلخي) الزاهد العابد. ودع ذات يوم شيخه الامام (ابراهيم بن ادهم) وذلك لسفره الي تجاره عزم اليها. ولكن وهو في طريقه رأي في الصحراء طائرا أعمي وكسير الجناح. فوقف يتأمل هذا الطائر ويفكر كيف يجد هذا الطائر رزقه في هذا المكان المنقطع. ولكن لم يمضي من الوقت الا القليل.. الا وجاء طائر آخر ؛ فأطعم الطائر الكسير الجناح وسقاه كما يطعم الحمام فراخه.. وهنا تعجب شقيق البلخي من هذا الموقف العجيب الذي شاهده وقال لنفسه… سبحان الله اذا كان الله تعالي يرزق هذا الطائر الضعيف من غير حول له ولاقوة ولم يمهله. فلماذا أذهب الي التجارة ولماذا هذا العناء والتعب والسفر وانا في هذا السن.. سأرجع وحتما سيرزقني الله كما رزق هذا الطائر في هذا المكان. وحين رجع بعد فترة زار شيخه. فقال له شيخه الامام ابراهيم.. لماذا عدت ياشقيق ؟ الم تذهب الي تجارة ؟ فقص عليه شقيق القصة بأنه رأي في طريقه طائرا أعمي كسير الجناح وأخذ يفكر كيف ياكل هذا الطائر ويشرب. وبعد قليل جاء طائر آخر يحمل حبا وأطعم الطائر ثم سقاه. فقلت طالما ان الله رزق هذا الطائر الكسير الجناح الاعمي في هذا المكان من غير حول منه ولاقوة. سأرجع الي بيتي وسط اولادي وبلدتي وربي سيرزقني. وهنا قال له شيخه الامام. سبحان الله ياشقيق .. ولماذا رضيت لنفسك ان تكون هذا الطائر الأعمي الكسير الجناح العاجز الضعيف الذي ينتظر المساعدة من غيره. ولاتكون مكان الطائر الآخر القوي الذي يسعي ويجد ويجتهد ويأتي بالثمر الي غيره لمساعدته.. الا ترضي لنفسك أن تكون قويا مساعدا للآخرين ام تريد العجز والضعف. اما عملت قول الحبيب النبي صلي الله عليه وسلم..اليد العليا خير من اليد السفلي… وهنا تراجع شقيق عنا نوي أن يفعله.. وقال له انت معلمي ياابا اسحق.. وتركه وعاد يسعي كما تسعي الطير تغدوا خماصا (اي تخرج جائعة متوكلة علي الله) ثم تروح بطانا (اي ترجع مُحملة بالطعام لنفسها وابنائها) ومن هنا احبابي.. يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه… لايقعدن احدكم عن طلب الرزق ويقول.. اللهم ارزقني فقد علمتم ان السماء لاتمطر ذهبا… وقال ربي سبحانه هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا من مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور… الملك 15 وقال تعالي.. فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون… الجمعة 10 ماتكلمنا به أحبتي يتجدث عن السعي بطلب الرزق بقوة وحكمة ومن طريقه المشروع والا نتواكل عل غيرنا ونعيش في ضعف ومهانه.. فالنصبح هذا الطائر القوي المجد الذي يأتي بالخير لغيره وبأخذ بيد الناس الي كل خير ومن الحلال.. وبحسن الخلق وعظيم الاجتهاد في طلب الرزق…. ان علي القوي ان يبتعد عن كل ماحرم الله من مال حرام أو يستضعفه الشيطان ليكون خادمه ورسوله الي الناس في طريق الحرام بأن يأخذ بأيديهم الي الرشاوي والمحسوبيات.. ان طلب الحلال وإن كان الطريق نراه صعبا فإن نهايته الي رضوان الله والجنة.. وطلب الحرام وإن رأينا طريقه سهلا مع أن نهايته الي غضب الجبار والنار . والله اعلم